هي ليلة ليست ككل الليالي، فهي أرجاها وأعظمها، فهي عُمْرٌ كثير في وقت يسير، وتاج شهر رمضان المبارك، خَصَّها الله تعالى بفضل عظيم، وأعلى قَدْرَهَا، وعَظَّم من أمرها، وخَصَّها بسورة تُتلى في كتاب الله تعالى، وسماها «ليلة القدر». وما أدراك ما ليلة القدر، فقد لا تبلغ مداركُنا غايةَ فضلها ومنتهى قدرها، فكانت تلك السورة لبيان هذه الفضيلة.
فهي ليلة العفو والسلام، وليلة النور والبهاء، وليلة الدعاء والرجاء، وليلة الخير والمغفرة، كلها بركة ورحمة، ونور وسعادة، وخير ومنفعة، ونفحات وعطايا جليلة، مَن كان في حاجة فليترصدها، فليس بينك وبين مطالبك إلا دعوة مستجابة، فمن كان حريصا على ازدياد الأجر والثواب فليُشمر فيها، ومن رغب في فيوض الخير، وتيسير الأمر، وتفريج الكرب فليحرسها، فهنيئا لمن وفقه الله تعالى لبلوغ هذا الشهر، وهداه لإحياء هذه الليلة، فقد نال حظا عظيما، وفاز فوزا كبيرا.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)) فاسمها يدل على مكانتها، فهي ليلة العظمة والشرف، وهذا القدر يشمل العامل المجتهد في الطاعات فيها، فيصير ذا قدر وشرف ورفعة، كما يشمل الطاعات والأعمال الصالحة التي يؤتى بها في هذه الليلة، فليست مثل أعمال باقي السنة في عظم أجرها وثوابها، والشرف محيط بهذه الليلة من كل الجهات؛ فهي في شهر ذي قدر، وتقع في العشر الأواخر الفاضلة منه، وفي ليلة عظيمة لها قدر جليل بنزول القرآن فيها، على لسان مَلَكٍ عظيم ذي قدر.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)) هي ليلة نُجدد فيها حياتنا، ونُصلح فيها مقاصدنا ونوايانا، ونعيد فيها النظر في أولوياتنا، ونفتح صفحة أخرى في علاقاتنا، ونتوجه فيها لمولانا وخالقنا أن يلهمنا الخير ويوفقَنا، ونأخذ العهد على أنفسنا أن نكون سِلما وخيرا لمجتمعاتنا، فَرُبَّ هذه الليلة بما خصها الله به من نفحات وكرامات، وجرى فيها من أقدار، أن تكون نقطة تحول في تيسير الأمور وتفريجها، ورفع الأسقام والأدواء، وحلول البركة في الأرزاق والأعمار، والزيادة في الخير، وكل ذلك داخل في قوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
فليست هذه الليلة لأداء شعائر العبادات فحسب، ولكنها لمعاني أعظم ومقاصد أكبر، لها أثر على النفوس وسلوك الفرد وعلاقاته المختلفة، للتمرس على تلك المبادئ، فعنوان هذه الليلة هو «السلام»، (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). ففيها تشاع هذه القيمة في المجتمع، ويعمه الأمان والسكينة والطمأنينة والهدوء، وما أحوج قلوبنا لهذه المعاني في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ الإنسانية، حتى أن الملائكة ينزلون إلى الأرض بإذن ربهم، وهم الذين شَكَوْا فساد الإنسان في الأرض لخالقهم، ولكنهم في هذه الليلة يستغفرون للذين آمنوا. وأعظم سؤال في هذه الليلة سؤال الله العفو كما عَلَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم، (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) وهو قيمة أخرى أساسية في حياة الإنسانية، فبالعفو والصفح يتحقق التسامح والتعايش، وبعفو الله وغفرانه ننال رضى الله تعالى ونسعد في الدنيا والآخرة، وبهذا العفو تُكتب لنا العافية والسلامة في أبداننا وأموالنا وأوطاننا وأولادنا وأهلينا، وتلك غاية مطلب كل إنسان، فإذا استجيب دعاؤك، وعفا عنك مولاك، نلت المطالب كلها، وأسعدك الله في دنياك وأخراك.
إنها أوقات مباركة لابد من استغلالها، وعدم التفريط بها وتضييعها، بل التشمير والاجتهاد فيها، والإكثار من التضرع والدعاء لنيل خيري الدنيا والآخرة، وأن يرفع الله ما نزل بالإنسانية من البلاء والوباء، وأن يعم السلام والسكينة والخير هذا الكوكب، والله خير مسؤول وأكرم مأمول.
*المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
فهي ليلة العفو والسلام، وليلة النور والبهاء، وليلة الدعاء والرجاء، وليلة الخير والمغفرة، كلها بركة ورحمة، ونور وسعادة، وخير ومنفعة، ونفحات وعطايا جليلة، مَن كان في حاجة فليترصدها، فليس بينك وبين مطالبك إلا دعوة مستجابة، فمن كان حريصا على ازدياد الأجر والثواب فليُشمر فيها، ومن رغب في فيوض الخير، وتيسير الأمر، وتفريج الكرب فليحرسها، فهنيئا لمن وفقه الله تعالى لبلوغ هذا الشهر، وهداه لإحياء هذه الليلة، فقد نال حظا عظيما، وفاز فوزا كبيرا.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)) فاسمها يدل على مكانتها، فهي ليلة العظمة والشرف، وهذا القدر يشمل العامل المجتهد في الطاعات فيها، فيصير ذا قدر وشرف ورفعة، كما يشمل الطاعات والأعمال الصالحة التي يؤتى بها في هذه الليلة، فليست مثل أعمال باقي السنة في عظم أجرها وثوابها، والشرف محيط بهذه الليلة من كل الجهات؛ فهي في شهر ذي قدر، وتقع في العشر الأواخر الفاضلة منه، وفي ليلة عظيمة لها قدر جليل بنزول القرآن فيها، على لسان مَلَكٍ عظيم ذي قدر.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)) هي ليلة نُجدد فيها حياتنا، ونُصلح فيها مقاصدنا ونوايانا، ونعيد فيها النظر في أولوياتنا، ونفتح صفحة أخرى في علاقاتنا، ونتوجه فيها لمولانا وخالقنا أن يلهمنا الخير ويوفقَنا، ونأخذ العهد على أنفسنا أن نكون سِلما وخيرا لمجتمعاتنا، فَرُبَّ هذه الليلة بما خصها الله به من نفحات وكرامات، وجرى فيها من أقدار، أن تكون نقطة تحول في تيسير الأمور وتفريجها، ورفع الأسقام والأدواء، وحلول البركة في الأرزاق والأعمار، والزيادة في الخير، وكل ذلك داخل في قوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
فليست هذه الليلة لأداء شعائر العبادات فحسب، ولكنها لمعاني أعظم ومقاصد أكبر، لها أثر على النفوس وسلوك الفرد وعلاقاته المختلفة، للتمرس على تلك المبادئ، فعنوان هذه الليلة هو «السلام»، (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). ففيها تشاع هذه القيمة في المجتمع، ويعمه الأمان والسكينة والطمأنينة والهدوء، وما أحوج قلوبنا لهذه المعاني في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ الإنسانية، حتى أن الملائكة ينزلون إلى الأرض بإذن ربهم، وهم الذين شَكَوْا فساد الإنسان في الأرض لخالقهم، ولكنهم في هذه الليلة يستغفرون للذين آمنوا. وأعظم سؤال في هذه الليلة سؤال الله العفو كما عَلَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم، (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) وهو قيمة أخرى أساسية في حياة الإنسانية، فبالعفو والصفح يتحقق التسامح والتعايش، وبعفو الله وغفرانه ننال رضى الله تعالى ونسعد في الدنيا والآخرة، وبهذا العفو تُكتب لنا العافية والسلامة في أبداننا وأموالنا وأوطاننا وأولادنا وأهلينا، وتلك غاية مطلب كل إنسان، فإذا استجيب دعاؤك، وعفا عنك مولاك، نلت المطالب كلها، وأسعدك الله في دنياك وأخراك.
إنها أوقات مباركة لابد من استغلالها، وعدم التفريط بها وتضييعها، بل التشمير والاجتهاد فيها، والإكثار من التضرع والدعاء لنيل خيري الدنيا والآخرة، وأن يرفع الله ما نزل بالإنسانية من البلاء والوباء، وأن يعم السلام والسكينة والخير هذا الكوكب، والله خير مسؤول وأكرم مأمول.
*المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف